عبدالكريم دوخي المجهول .. “ظاهرة التسوّل”!!


استوقفتني كلمة عظيمة سمعتها في أحد اللقاءات الماتعة مع مؤرخ آل سعود سعود الهذلول في برنامج شريط الذكريات المبثوث عام ١٩٧٦م وهو صاحب كتاب ملوك آل سعود المطبوع عام ١٩٦١تقريبا…تكلم عن معركة جراب الواقعة عام ١٩١٥م بين عبدالعزيز آل سعود وسعود بن عبدالعزيز الرشيد…وفي أثناء حديثه تكلم عن القائد الإنكليزي شكسبير وقال بأنه رآه وهو في الرياض وجنود آل سعود يستعدون للمعركة فأشار الملك عبدالعزيز على شكسبير بأن يبقى في الرياض فرفض شكسبير وقال :”لا أستطيع البقاء حتى لا يُذكر في التاريخ أن جنديًا انكليزيا هرب من ساحة القتال” وفعلا ذهب ولقي حتفه في المعركة وقُتل على يد الفارس الشهير عراك بن مغامس الزقروطي الشمري وقيل على يد غيره!
المتأمل بروح الوطنية التي كانت تسكن شكسبير واحساسه بأنه لا يمثّل نفسه وإنما يمثّل وطنه ويقاتل دفاعًا عن اسم وشرف وطنه وليس دفاعًا عن نفسه وشرفه الخاص…لا يتعجب بأن بريطانيا عندما كان شكسبير وأمثاله هم رجالها ملكوا ثلث الكرة الأرضية وأصبحوا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس!.
وعندما دخلت مفاهيم مشوّه للمواطنة وأصبح المواطن يعتقد بأن بلده هي بقرة حلوب يجب عليها أن تدر الحليب على مدار الوقت حتى لو هزُلت وبان هزالها…أصبحنا نرى العجائب!
آخر العجائب التي انتشرت في الآونة الأخيرة في الكويت ظاهرة التسوّل التي تأتي تحت المناشدات لإسقاط القروض!
بداية يجب أن أقول بأني من أكثر المواطنين تضررًا من القروض…وأنا أكثر مواطن سيعد ويرتاح إذا ما تم اسقاط القروض…ولكن أنا ضد اظهار المواطن الكويتي بمظهر المتسوّل…فهناك مؤسسة تشريعية ووسائل ضغط يمكن استخدامها لدعم هذه القضية بعيدًا عن مقاطع التسوّل التي تظهرنا أمام الشعوب الأخرى بمظهر لا يليق بنا…ولا ينم عن وعي بحقيقة المواطن وما تفرضه من واجبات على المواطن…وأهم هذه الواحبات هو الدفاع عن سمعة واسم الوطن…لا نريد من أحد أن يكون مثل شكسبير الذي دفع حياته ثمنًا لسمعة بلده…ولكن كل ما نريده هو ألّا نشوّه سمعة بلدنا ونظهرها بمظهر لا يليق بها!

عبدالكريم دوخي المجهول
@a_do5y

مقالات ذات صلة